الحكومات يجب أن توقف دعم الوقود الأحفوري… وتبدأ في تمويل المستقبل

رغم أن العالم يواجه أزمة مناخية تهدد مستقبل الكوكب، لا تزال الحكومات تنفق مليارات الدولارات يوميًا على دعم الوقود الأحفوري، مثل النفط والفحم والغاز الطبيعي – وهي المصادر الرئيسية لانبعاثات الكربون.

وفقًا لتقديرات صندوق النقد الدولي، تم إنفاق حوالي 5.9 تريليون دولار في عام 2020 وحده على هذا الدعم – أي ما يعادل 11 مليار دولار يوميًا.

لكن في وقت تتسارع فيه الكوارث المناخية، بات واضحًا أن هذه السياسات بحاجة لإعادة نظر جذرية.

لماذا دعم الوقود الأحفوري يضر أكثر مما ينفع؟

• يُشجّع على استهلاك مصادر طاقة ملوثة تسبب الاحتباس الحراري.

• يُعيق الاستثمار في الطاقة النظيفة والمتجددة.

• يُساهم في تدهور الصحة العامة بسبب التلوث الهوائي.

• يُثقل ميزانيات الدول بدل أن يُستخدم لدعم التعليم أو الرعاية الصحية أو الابتكار.

البديل واضح: تحويل الدعم إلى الطاقة المتجددة

بدلًا من دعم الوقود الأحفوري، يمكن توجيه هذه الأموال إلى:

• بناء محطات شمسية ورياح وتوسيع شبكات الكهرباء المستدامة.

• تدريب العاملين في الصناعات القديمة على وظائف المستقبل.

• دعم الأبحاث في التخزين النظيف للطاقة والتقنيات الصديقة للمناخ.

من يقوم بذلك بالفعل؟

بعض الدول بدأت بالفعل بإعادة توجيه سياساتها:

• دولة أوروبية حددت هدفًا أوليًا ببناء 500 ميغاواط من الطاقة النظيفة بملكية مجتمعية، لكنها وصلت إلى الهدف قبل الموعد وزادت طموحها إلى 1000 ميغاواط.

• دول أخرى بدأت بإلغاء تدريجي للدعم الحكومي للوقود الأحفوري وتوفير بدائل نظيفة للمستهلكين.

التحول العادل: لا أحد يُترك خلف الركب

التحول إلى الطاقة المتجددة لا يعني التضحية بالعمال أو المجتمعات المعتمدة على الوقود الأحفوري.

بل بالعكس، من خلال ما يسمى بـ “التحول العادل”، يمكن:

• خلق وظائف خضراء جديدة.

• توفير تدريب مجاني وانتقال سلس للعمال.

• تحسين الاقتصاد المحلي من خلال مشاريع طاقة مجتمعية.

خاتمة: قرارات اليوم تصنع مناخ الغد

في وقت أصبح فيه العلم واضحًا والتقنيات متوفرة، لم يعد دعم الوقود الأحفوري خيارًا منطقيًا أو أخلاقيًا.

المستقبل في أيدي الحكومات – فإما أن تختار التمويل الذكي لمصادر طاقة نظيفة، أو تستمر في تمويل أزمة تهدد البشرية جمعاء.

الوقت للتحرك هو الآن.

اترك تعليقاً