أغمض عينيك، عدّ خمس ثوانٍ، ثم افتحهما مجددًا.
تهانينا: لقد تحركت حوالي 3000 كيلومتر (1864 ميل) من مكانك بفضل الجاذب العظيم.
هذه منطقة في الفضاء بين المجرات، على بُعد 150-250 مليون سنة ضوئية من الأرض، تجذب درب التبانة وآلاف المجرات الأخرى نحوها.
كون في حركة
تذكر أن لا شيء في الفضاء يبقى ثابتًا. قد تشعر بأنك جالسًا بثبات، لكن الأرض تدور على محورها بسرعة حوالي 1600 كم (1000 ميل) في الساعة.
وتدور حول الشمس بسرعة 108,000 كم/س (67,000 ميل/س)، والمجموعة الشمسية تدور حول مركز درب التبانة بسرعة مذهلة تبلغ 828,000 كم/س (500,000 ميل/س).
وهذا قبل أن نأخذ في الاعتبار توسع الكون المستمر.
الكون هو مزيج محير من القوى المختلفة التي تجعل كل شيء يتحرك باستمرار، بعض الأجسام تتقارب بينما تتباعد أخرى. بحلول أواخر السبعينيات، كنا قد فهمنا معظم هذه الحركات.
اكتشاف الجاذب العظيم
لاحظ علماء الفلك الذين يدرسون الانزياح الأحمر للمجرات أن درب التبانة والمجرات القريبة تتحرك بسرعة حوالي 600 كم/س نحو نقطة في الفضاء تقع وراء مستوى درب التبانة، في اتجاه كوكبات “المثلث الجنوبي” و”النورما”.
ولكن، يقع هذا المكان في “منطقة التجنب”، حيث لا يمكننا رؤية أي شيء بسبب ضوء درب التبانة.
على الرغم من ملاحظة تأثيرات الجاذب العظيم في 1978، لم نستطع رسم خريطة دقيقة للكون حتى تقدم علم الفلك بالأشعة السينية بعد عقد.
يتحرك درب التبانة والمجرات الأخرى في مجموعتنا نحو مجموعة أكبر تُسمى “مجموعة العذراء”، التي تتحرك نحو “العنقود المجري الفائق العذراء”، والذي يتحرك نحو مركز مجموعة أكبر تُعرف بـ “لانياكيا”. وفي قلب لانياكيا يكمن الجاذب العظيم.
ما هو الجاذب العظيم؟
الجاذب العظيم هو ليس كائنًا مثل نجم أو مجرة، بل هو مكان، النقطة الجاذبة المركزية لمجموعة لانياكيا الفائقة. ونسير نحوه بسرعة 600 كم/س. لكن لن نصل أبدًا إليه.
لانياكيا ليست مرتبطة جاذبيًا كما هي الحال مع المجرات والمجموعات المجرية. بسبب الطاقة المظلمة التي تسرع من توسع الكون، تتحرك كل مكوناتها تدريجيًا بعيدًا عن بعضها.
حاليًا، لا تزال جاذبية الجاذب العظيم كافية لجذب درب التبانة نحوه، وسيستمر هذا لبضعة مليارات من السنين. لكن في النهاية، ستدفع الطاقة المظلمة الجاذب العظيم بعيدًا بحيث ستقل جاذبيته، وبدلاً من انجذاب درب التبانة نحوه، ستبدأ بالابتعاد عنه.
المصدر : SkyAtNightMagazine