ثوران بركاني جليدي هائل على بلوتو يكشف عن نشاط جيولوجي مفاجئ

لطالما اعتُبر كوكب بلوتو مجرد جرم بارد وجامد في أطراف النظام الشمسي، لكن اكتشافًا جديدًا قلب هذه الفرضية رأسًا على عقب.

صور التقطتها مركبة “نيو هورايزونز” التابعة لناسا كشفت عن براكين جليدية ضخمة على سطح بلوتو، مما يشير إلى وجود نشاط جيولوجي حديث وغير متوقع في هذا الكوكب القزم المتجمد.

براكين لا تُشبه ما نعرفه: ثورة من الجليد وليس الحمم

• من أبرز المعالم التي تم رصدها:

• جبل رايت مونس (Wright Mons)

• جبل بيكارد مونس (Piccard Mons)

• هذه التكوينات تُشبه البراكين من حيث الشكل، لكنها تختلف تمامًا في المضمون:

• بدلاً من الحمم البركانية، تقذف هذه البراكين مواد جليدية ناعمة ومياه شديدة البرودة يُعتقد أنها صعدت من باطن بلوتو.

• سطح المنطقة المحيطة يبدو حديث التشكيل، بدون فوهات نيزكية كثيرة، مما يدل على أن هذا النشاط الجيولوجي حدث في زمن قريب (فلكيًا).

هل يوجد محيط تحت سطح بلوتو؟

هذا النشاط البركاني لا يمكن تفسيره بسهولة. لحدوث مثل هذه الظواهر، لا بد من مصدر داخلي للحرارة.

• بعض العلماء يعتقدون بوجود محيط مائي سائل تحت سطح بلوتو، محاط بطبقة من الجليد.

• قد تكون العناصر المشعة الموجودة في نواة بلوتو تُنتج حرارة كافية لإذابة الجليد جزئيًا.

• الاحتمال الآخر هو أن بلوتو يمتلك نظامًا جيولوجيًا نشطًا حتى الآن، رغم بعده الشديد عن الشمس.

لماذا هذا الاكتشاف مهم؟

1. يعيد تعريف طبيعة بلوتو

• بعد أن تم تصنيفه ككوكب قزم، كان يُعتقد أنه ميت جيولوجيًا.

• الآن نعرف أنه نشط وقد يمتلك “قلبًا دافئًا” تحت سطحه المتجمد.

2. يفتح بابًا لاحتمالات الحياة

• وجود محيط مائي تحت السطح يجعل من بلوتو واحدًا من الأجسام التي قد تؤوي حياة ميكروبية.

• هذا يضعه في نفس القائمة مع أقمار مثل “أوروبا” و”إنسيلادوس”.

3. يعزز فهمنا للكواكب الجليدية

• يشير إلى أن العوالم الصغيرة والباردة قد لا تكون ميتة كما نعتقد، بل قد تحتضن أنشطة جيولوجية مذهلة تحت سطحها.

ما التالي؟

• رغم أن نيو هورايزونز قدمت صورًا مذهلة، إلا أن الأمر يحتاج إلى بعثات مستقبلية مخصصة للعودة إلى بلوتو أو إرسال مسبار مداري لدراسة النشاط البركاني الجليدي عن قرب.

• الأمل هو أن نستطيع يومًا إرسال مسبار يهبط على سطحه، وربما حتى يحفر بحثًا عن ذلك المحيط العميق الغامض.

خاتمة: بلوتو يعود للأضواء

ما بدأ كرحلة لاستكشاف “كوكب قزم بعيد”، انتهى بكشف علمي يعيد رسم خريطة فهمنا للكواكب الجليدية.

بلوتو، ذلك الجسم الصغير على أطراف النظام الشمسي، يُخبرنا الآن بأنه ليس ميتًا كما ظننا – بل نابض بالحياة الجيولوجية تحت جليده.

ومن يدري، قد يكون هناك المزيد مما يخفيه… في أعماق هذا العالم البعيد والغامض.

اترك تعليقاً