مع تزايد شعبية أدوية التخسيس مثل Ozempic وWegovy، أطلق الأطباء تحذيرات جديدة بشأن التأثيرات النفسية المحتملة لهذه العلاجات، التي تُستخدم لعلاج السمنة ومرض السكري من النوع الثاني. ورغم فعاليتها في كبح الشهية وخفض الوزن، إلا أن هناك مؤشرات متزايدة على ارتباطها باضطرابات نفسية، بما في ذلك القلق والاكتئاب وحتى التفكير الانتحاري لدى بعض المرضى.
ما هي هذه الأدوية؟
Ozempic وWegovy هما من الأدوية المعروفة علميًا باسم “ناهضات GLP-1”، وتعمل عن طريق تقليد هرمون طبيعي في الجسم يبطئ عملية الهضم ويعزز الشعور بالشبع. بينما صُمم Ozempic أساسًا لمرضى السكري، تم تطوير Wegovy خصيصًا لعلاج السمنة، وأثبت فعالية كبيرة في إنقاص الوزن بنسبة تصل إلى 15% من كتلة الجسم.
رواج كبير لكن بشكوك متزايدة
شهدت هذه الأدوية إقبالًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، لا سيما بين الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة أو يرغبون في إنقاص الوزن بسرعة. لكن مع تزايد الاستخدام، ظهرت تقارير من المرضى تشير إلى تغيرات ملحوظة في المزاج، والقلق، واضطرابات النوم، وحتى نوبات اكتئاب حادة.
تحقيقات أوروبية وتحذيرات رسمية
في عام 2023، أطلقت وكالة الأدوية الأوروبية تحقيقًا موسعًا بشأن حالات انتحار يُعتقد أنها مرتبطة بأدوية مثل Wegovy وSaxenda. كما أصدرت بعض الدول الأوروبية تحذيرات صحية، وطلبت من الأطباء مراقبة الحالة النفسية للمرضى الذين يتناولون هذه العلاجات.
الآلية المحتملة لهذه الآثار الجانبية لا تزال غير واضحة تمامًا، ولكن يُعتقد أن هذه الأدوية قد تؤثر على مستقبلات كيميائية في الدماغ لها علاقة بتنظيم الحالة المزاجية.
آراء الأطباء
يقول الدكتور جون بيترسون، أخصائي الغدد الصماء: “بينما هذه الأدوية تُحدث فرقًا حقيقيًا في مكافحة السمنة، يجب ألا نغفل عن الجانب النفسي. أي تغيير سريع في الوزن أو الشهية يمكن أن يؤثر على كيمياء الدماغ.”
وتنصح الجمعيات الطبية بأن تتم مراقبة المرضى بانتظام أثناء استخدام هذه العلاجات، ليس فقط من ناحية الوزن، ولكن أيضًا من حيث الصحة النفسية.
تجارب المرضى
أبلغ بعض المستخدمين عن شعور باللامبالاة، فقدان الاهتمام بالحياة، وحتى رغبة في العزلة. في حين أن هذه التجارب ليست شائعة على نطاق واسع، إلا أنها كافية لدق ناقوس الخطر، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بعقاقير تُستخدم على المدى الطويل.
الخاتمة
رغم أن أدوية التخسيس الحديثة تقدم أملاً واعدًا في مكافحة السمنة وتحسين جودة الحياة، إلا أن التأثيرات النفسية المحتملة تستدعي الحذر والمراقبة المستمرة. ينبغي للمستخدمين استشارة الأطباء بشكل دوري، والإبلاغ عن أي أعراض غير معتادة في المزاج أو السلوك. فالصحة العقلية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية.