أدت تجربة جديدة لعلاج سرطان الأمعاء إلى نتائج إيجابية للغاية، مما قد يشير إلى تطور كبير في المستقبل القريب.
لطالما كانت العلاج الكيميائي هو الطريقة المفضلة للقضاء على السرطان من الجسم، حيث أنتجت أفضل النتائج حتى الآن. ولكن يبدو أن هناك علاجاً جديداً قد يحقق نتائج أفضل، حيث أثبت الباحثون أن المرضى الذين يمتلكون ملفاً جينياً معيناً أصبحوا خالين من السرطان بعد الجراحة، فيما يمكن اعتباره خطوة هائلة في مجال الطب.
يُعد سرطان الأمعاء، إحصائيًا، رابع أكثر أنواع السرطان شيوعاً في المملكة المتحدة، حيث يبلغ عدد الحالات حوالي 42,900 حالة سنوياً. وعلى الرغم من أن هذا النوع من السرطان يؤثر غالبًا على كبار السن، إلا أن الحالات لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا قد ازدادت في السنوات الأخيرة.
وكما هو الحال مع أنواع السرطان الأخرى، إذا تم اكتشاف سرطان الأمعاء في مراحله المبكرة، تزداد فرص النجاة. إذ أن 90% من المرضى الذين يتم علاجهم من سرطان الأمعاء في المرحلة الأولى يظلون على قيد الحياة لمدة خمس سنوات أو أكثر. ومع ذلك، في المرحلة الثالثة تنخفض هذه النسبة إلى 65% وفي المرحلة الرابعة إلى 10%.
ما هو العلاج الجديد؟
يُدعى العلاج الجديد بالعلاج المناعي، وإذا تم تنفيذه قبل العملية الجراحية، يُقال إنه يحقق معدل نجاح أعلى. يعمل هذا العلاج من خلال مساعدة الجهاز المناعي على التعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها قبل أن تخرج عن السيطرة.
في التجربة السريرية، تم استخدام دواء المناعة “بمبروليزوماب” لتقييم ما إذا كان يمكن أن يحسن نتائج المرضى المصابين بسرطان الأمعاء من المرحلة الثانية أو الثالثة.
الدراسة
تم إجراء الدراسة بالتعاون مع عدد من المراكز الطبية البريطانية، حيث شاركت مستشفيات مثل مستشفيات جامعة لندن كوليدج، ومستشفى كريستي في مانشستر، ومستشفى سانت جيمس في ليدز، ومستشفيات جامعية في ساوثهامبتون وغلاسكو.
في هذه التجربة، شارك 32 مريضاً مصابين بسرطان الأمعاء من المرحلة الثانية أو الثالثة من خمسة مستشفيات في المملكة المتحدة. وكان لدى 10-15% منهم ملف جيني معين يرتبط بسرطان الأمعاء، وهو ما يمثل حوالي 2000-3000 حالة سنوياً في البلاد.
قبل الجراحة، لم يتم إعطاؤهم العلاج الكيميائي المعتاد، ولكن بدلاً من ذلك خضعوا لتسعة أسابيع من العلاج بدواء “بمبروليزوماب” تحت المراقبة.
النتائج
كانت النتائج مذهلة، حيث لم تظهر أي علامات على وجود السرطان في 59% من المرضى بعد العلاج المناعي، في حين تمت إزالة السرطان من أجساد الـ 41% المتبقين أثناء الجراحة. بشكل مدهش، كان جميع المرضى المشاركين في التجربة خالين من السرطان بعد العلاج، بل واستمروا كذلك لعدة أشهر بعد العلاج.
ولم يكن هناك حاجة إلى العلاج الكيميائي بعد الجراحة، وهو ما قد يخفف من بعض الآثار الجانبية التي تضع عبئًا نفسيًا على المريض.
عند إعطاء العلاج الكيميائي التقليدي للمرضى الذين يحملون هذا الملف الجيني المحدد، أقل من 5% منهم يظهرون عدم وجود علامات على السرطان بعد العلاج.
وقال الدكتور كاي كين شيو، كبير المحققين من مستشفى جامعة لندن كوليدج، حول هذا الاختراق: “تشير نتائجنا إلى أن دواء بيمبروليزوماب هو علاج آمن وفعال للغاية لتحسين النتائج لدى المرضى الذين يعانون من سرطانات الأمعاء عالية الخطورة، مما يزيد من فرص الشفاء في المراحل المبكرة من المرض. يجب علينا الانتظار لمعرفة ما إذا كان المرضى في تجربتنا سيظلون خالين من السرطان لفترة طويلة، لكن المؤشرات الأولية إيجابية للغاية.”
كما أعرب البروفيسور مارك سوندرز، استشاري الأورام السريرية في مستشفى كريستي، عن رأيه بحذر حول هذه العلامات المبكرة: “في المستقبل، قد يحل العلاج المناعي محل الحاجة إلى الجراحة. ولكننا بحاجة إلى مزيد من التجارب لتأكيد هذه النتائج المبشرة.”
المصدر: LadBible