تشير دراسة علمية جديدة إلى أن القنب قد يحمل مفتاحًا لتأخير مظاهر الشيخوخة العقلية، وذلك من خلال تأثيره المباشر على بعض المسارات الحيوية في الدماغ. في تجربة أجريت على الفئران، أظهر المكون النشط الرئيسي في القنب، “تيتراهيدروكانابينول” (THC)، تأثيرات مضادة للشيخوخة انعكست في تحسين الوظائف الإدراكية.
THC وتأثيره على شيخوخة الدماغ
ركزت الدراسة على استكشاف كيفية تفاعل مادة THC مع مستقبلات القنب من النوع الأول (CB1) الموجودة في الدماغ. هذه المستقبلات تُعرف بدورها في تنظيم التوازن العصبي، ولكنها أيضًا تنخفض فعاليتها مع التقدم في العمر، مما يرتبط بتراجع القدرات المعرفية.
أظهرت النتائج أن مادة THC يمكن أن تنشط مسارًا خلويًا يسمى “mTOR”، والذي يرتبط بالتحكم في عملية الأيض الخلوي ونمو الخلايا. هذا المسار معروف في الأوساط العلمية بارتباطه الوثيق بالصحة الخلوية والشيخوخة.
تجربة على الفئران تكشف آفاقًا جديدة
أجرى العلماء التجربة على مجموعتين من الفئران، إحداهما شابة بعمر 4 أشهر، والأخرى كبيرة في السن (حوالي 18 شهرًا). تلقت كل مجموعة جرعات يومية منخفضة من THC لمدة 28 يومًا. بالمقارنة مع الفئران التي لم تتلقَ THC، أظهرت الفئران المعالجة تحسنًا ملحوظًا في التكوين العصبي والبروتينات المرتبطة بالذاكرة.
كما لاحظ العلماء أن نشاط مسار mTOR ازداد في الدماغ، في حين انخفض في الأنسجة الدهنية، وهو ما يشبه التأثيرات الإيجابية لنظام غذائي منخفض السعرات، وهي إحدى الوسائل المعروفة لتأخير الشيخوخة على المستوى البيولوجي.
دلالات على إمكانية تطوير علاج معرفي
قال الباحث الرئيسي في الدراسة، أندراس بيلكي-جورزو من جامعة بون الألمانية: “تشير دراستنا إلى أن التأثير المزدوج على نشاط mTOR والأيض قد يكون الأساس لدواء فعال مضاد للشيخوخة ومحسن للإدراك”. وأضاف أن هذا التأثير يظهر بشكل خاص في الدماغ والأنسجة الدهنية، ما يعزز فكرة وجود فوائد مزدوجة لاستخدامات علاجية مستقبلية.
الخاتمة
بينما لا تزال هذه النتائج مقتصرة على التجارب الحيوانية، فإنها تفتح المجال أمام مزيد من البحث في استخدام مركبات القنب في الوقاية من تدهور القدرات العقلية المرتبط بالعمر. إذا أثبتت التجارب البشرية نفس الفعالية، فقد يصبح القنب جزءًا من حلول طبية مبتكرة لمكافحة الشيخوخة وتحسين وظائف الدماغ.