‎صخرة النصلة

تشكّل صخرة النصلة: الكتلة الحجرية الغامضة في السعودية التي انقسمت بشكل مثالي إلى نصفين

تعتبر تشكيل صخرة النصلة معلمًا بارزًا في صحراء المملكة العربية السعودية، حيث تتألف من كتلتين كبيرتين من الحجر الرملي تفصل بينهما فجوة غامضة ضيقة بحجم قلم رصاص. هذه الفجوة تكاد تكون مستقيمة وسلسة بشكل مثالي، مما يجعل الصخرة تبدو وكأنها منقسمة إلى نصفين متماثلين تمامًا.

يبلغ ارتفاع تكوين النصلة حوالي 20 قدمًا (6 أمتار) وعرضها 30 قدمًا (9 أمتار). لا يعرف العلماء كيف تكونت الفجوة الغريبة بين الكتلتين، ولكن يبدو أنها نشأت بشكل طبيعي، وفقًا لموقع “جيولوجي ساينس” الذي يغطي الأخبار والاتجاهات في مجال الجيولوجيا. اقترح الباحثون عدة نظريات لشرح هذا الانقسام، أحدها يشير إلى أن الفجوة ربما تكونت نتيجة للزلازل أو تحركات الصفائح التكتونية.

تقع صخرة النصلة في منطقة نائية وقاحلة في شمال غرب السعودية تشهد أحيانًا تحركات تكتونية، حسبما ذكر موقع “جيولوجي ساينس”. يعتقد الباحثون أن حركة مفاجئة في قشرة الأرض قد تسببت في تحرك وانكسار النصلة. الكتل الصخرية مكونة من الحجر الرملي، مما يعني أن الصخر متكون من طبقات وبالتالي فهو هش نسبيًا. ولكن لا بد أن شيئًا ما قد صقل الفجوة، حيث أنه من غير المحتمل أن تكون الفجوة التي نتجت عن تحركات الصفائح تحت الصخرة بهذه السلاسة.

يقترح الباحثون أنه على مدى آلاف السنين بعد انقسام الصخرة، عملت الرياح والمياه على تآكل نصفيها. قد تكون الفجوة الجديدة قد أنشأت قناة للرياح المحملة بالرمل والجزيئات الأخرى التي تدريجيًا قامت بتآكل كلا الجانبين من الصخرة حتى أصبحت سلسة تمامًا، وفقًا لموقع “جيولوجي ساينس”.

نظريّة أخرى تقترح أن الفجوة تكونت نتيجة “تصلّب” طبيعي، وهو عندما ينكسر الصخر دون أن يتحرك من موقعه. يمكن أن ينتج التصلّب عن العمليات التكتونية الإقليمية — بما في ذلك العمليات التي تضغط على قشرة الأرض لتشكيل سلاسل جبلية — أو من تبريد الصخر، وفقًا للمعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ (ETHZ). غالبًا ما يكسر التصلّب الصخور على طول خطوط مستقيمة، ولكن كما في النظرية السابقة، قد يكون التآكل قد ساعد على تنعيم الفجوة.

النظرية الثالثة تشير إلى أن صخرة النصلة انقسمت إلى نصفين نتيجة تجمد الماء وتوسعه داخل شقوق صغيرة في الصخرة. هذه الشقوق الصغيرة قد تكون التحمت في نهاية المطاف لتفتح الفجوة المستقيمة التي نراها اليوم. في هذه الحالة، قد تكون النصلة قد أصبحت صخرتين منفصلتين مع انتهاء فترة باردة منذ آلاف أو ملايين السنين، مما أدى إلى ذوبان الماء في الفجوة.

إذا لم يكن تكوين النصلة محيرًا بما فيه الكفاية، فإن كتلتيها تقفان على قاعدة صغيرة، مما يجعل التكوين يبدو وكأنه يرتفع عن الأرض. هذه القواعد طبيعية وشائعة بشكل مدهش في المناظر الصحراوية. تُعرف هذه التشكيلات بـ “صخور الفطر”، وهي عادة ما تنتج عن الرياح التي تهب بسرعة أكبر قرب الأرض منها في الطبقات العليا.

كما تحمل كتل النصلة نقوشًا صخرية، وهي رموز وصور محفورة في الصخر. وثق الباحثون نقوشًا للخيول العربية والوعول والبشر التي تعود لآلاف السنين على صخرة النصلة، لكن تاريخ إنشائها لا يزال لغزًا.

المصدر: LiveScience