اكتشف باحثون في مركز جورجتاون الطبي بعض الإشارات المثيرة حول كيفية تعامل أدمغتنا مع الكلمات التي نسمعها. تبين أن جزء الدماغ الذي يخزن الكلمات التي نسمعها ليس هو المكان الذي اعتقدناه. يعد هذا الاكتشاف تحديًا لما كنا نعرفه من قبل ويمكن أن يساعد حتى الأشخاص الذين يتعافون من إصابات في الدماغ، مثل السكتات الدماغية.
لقد اكتشفوا كل هذا ونشروا نتائجهم في مجلة تسمى “Neurobiology of Language”. حصلوا على بعض الدعم لأبحاثهم من مؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية، واستفادوا أيضًا من بعض الموارد الحاسوبية المتقدمة.
في الماضي، اكتشف العلماء نوعًا من القائمة الذهنية للكلمات التي نقرأها في الجزء السفلي من الجهة اليسرى من أدمغتنا. تعتبر هذه القائمة مثل قاموس للكلمات المكتوبة. ولكن الأمر الممتع هو أنه عندما نتعلم كلمات جديدة، تقوم أدمغتنا بإضافتها إلى هذه القائمة. الآن، أراد هؤلاء الباحثون أن يروا ما إذا كان هناك شيء مماثل للكلمات التي نسمعها. أطلقوا على هذا الجزء اسم “منطقة تشكيل الكلمات السمعية”، وهي في الجزء الأمامي من الجزء الرئيسي لمعالجة الأصوات في أدمغتنا.
في الماضي، كان الناس يعتقدون أن أدمغتنا تفهم الكلمات المنطوقة في مكان يقع خلف الجزء الرئيسي لمعالجة الأصوات في الدماغ. ولكن هذه الفكرة لم تكن منطقية عندما نظرنا إلى الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في فهم الكلام، مثل الأشخاص الذين تعرضوا للسكتات الدماغية. لذلك، اكتشف هؤلاء العلماء أن “مكان تخزين الكلمات” لما نسمعه في الواقع أقرب إلى الجزء الأمامي من أدمغتنا. وهذا يمكن أن يكون هدفًا جديدًا لفهم لماذا يعاني بعض الأشخاص من صعوبة في فهم الكلام.
لمعرفة كل هذا، تطوع المشاركون للخضوع لفحوصات لدماغهم أثناء الاستماع إلى الكلمات. ساعدت هذه الفحوصات في رؤية كيفية تفاعل أدمغتنا مع الكلمات. استخدم الفريق تقنية خاصة تسمى “تكييف الرنين المغناطيسي الوظيفي السريع”، وهي نوع أكثر حساسية من الفحوص العادية لقياس كيفية تعامل الدماغ مع الكلمات السمعية وكيفية تعلم كلمات جديدة. في أبحاث مستقبلية، يهدف العلماء إلى استكشاف كيفية تأثير التدخلات التي تستهدف منطقة تشكيل الكلمات السمعية على فهم الكلام لدى الأشخاص الذين تعرضوا للسكتات الدماغية أو إصابات الدماغ.
المصدر : https://new.nsf.gov/news/insights-how-brain-processes-stores-words-we-hear